Extra's Rebirth: I Will Create A Good Ending For The Heroines - الفصل 30
الفصل 30: مغادرة القصر
كان صباحاً رائعاً.
وقف آزل في ساحة القصر الإمبراطوري، والنسيم البارد يداعب وجهه بينما كان يشد العباءة التي يرتديها. تنهد صغير خرج من شفتيه، فحتى الهواء كان بارداً.
لم تكن الشمس قد ارتفعت تماماً بعد، وألقت ظلالاً طويلة على أرضية البلاط المصقول تحت قدميه. القصر ارتفع خلفه شامخاً، مبنيّاً من الذهب والرخام، ومع ذلك — رغم عظمته — بدا هادئاً بشكل غريب.
والسبب أنه كان مبكراً جداً، فالحُكّام وبقية العائلة ما زالوا نائمين. على أي حال، كان قد ودّعهم بالأمس، لذا لم يكن الأمر مشكلة.
كان ستيفن يقف بجانبه، يتمطى ويتثاءب بينما يجهّز الغريفن للطيران.
قال بنبرته المعتادة الخالية من الاهتمام: "حسناً يا فتى، على الرغم من أن هذا القصر كان جميلاً، إلا أنني أفضل كوخنا الصغير بأي يوم. لا خدم يراقبون أنفاسك، ولا أحد يثرثر كالحمام. مجرد سلام وهدوء."
أومأ آزل، وارتسمت ابتسامة طفيفة على شفتيه. "نعم... اشتقت إليه أيضاً."
تقدم نحو الغريفن، الذي طوى جناحيه وانخفض ليسمح لهما بالركوب. لكن، قبل أن يخطو، سمع صوتاً ناعماً مألوفاً يناديه:
"آزل..."
توقف في مكانه. استدار ببطء نحو أبواب القصر، وهناك كانت... إدنا ستاربloom.
لكنها لم تكن ترتدي ملابسها الملكية المعتادة. لم يكن هناك تاج مرصع بالجواهر، ولا أثواب فاخرة من الحرير. بل ارتدت ثوباً بسيطاً من قماش أرجواني ناعم، وشعَرها مربوط في ضفيرة مرتخية.
كانت هذه أول مرة يراها فيها هكذا، بلا أبهة ولا ألقاب. بدت أقل كإمبراطورة الإمبراطورية... وأكثر كـامرأة. امرأة جميلة، تليق بلقبها النبيل.
التقت نظراتها بعينيه، وعكست مزيجاً من المشاعر، لكنها التقطت أنفاسها بعمق لتهدأ.
في هذه اللحظة، كان ستيفن قد صعد على الغريفن، يضبط السرج، بينما تقدم آزل نحوها بخطوات هادئة.
قالت بنبرة منخفضة: "أترحل بالفعل؟"
ابتسم لها ابتسامة دافئة وأومأ. "نعم... حان وقت الرحيل."
تشبثت يداها بطرف ثوبها أكثر. لبرهة، بدت وكأنها تريد قول شيء آخر، لكنها اكتفت بابتسامة باهتة يملؤها الحزن.
"كنتَ... ضيفاً رائعاً،" قالت. "سيبدو القصر فارغاً من دونك."
ضحك آزل بخفة، وهو يحكّ وجنته. "استمتعت كثيراً هنا. خصوصاً في المكتبة. أنتِ شريكة قراءة ممتازة، إدنا."
كانت قد سمحت له أن يناديها باسمها، لكنها حتى الآن لم تعتد على سماعه منه. احمرّ وجهها قليلاً عند سماع اسمها على لسانه، وزفرت بهدوء.
اقتربت خطوة، تمرر أصابعها بخفة على الحاجز الرخامي. "استمتعت أنا أيضاً،" ردت بهدوء. "لقد مر وقت طويل منذ أن شاركني أحد القراءة بدافع المتعة، لا المجاملة أو الواجب."
انخفض صوتها أكثر، يكاد يحمل حنيناً: "لقد جعلتَ هذا القصر أقل وحدة."
تلاشت ابتسامة آزل قليلاً. رآها بوضوح — تلك الوحدة التي تحملها في داخلها، مختبئة خلف وقارها الملكي. امرأة مقيدة بالواجب، سجينة في قفص مذهّب، تُقيّدها السياسة والتوقعات.
قال آزل: "سأعود."
في البداية كانت نبرته عادية، لكن صوته انخفض بعدها بحيث لا تسمعه سواها: "وعندما أعود المرة القادمة..." تردد لبرهة، ثم أكمل: "...سأنقذك."
تسارعت أنفاسها فجأة. توسعت عيناها بدهشة، وبدأ قلبها يخفق بقوة.
ينقذها؟ ماذا قصد؟ هل رأى الألم الذي تُخفيه بهذا الوضوح؟
تأملت شفتيه وهو يتكلم، فاشتعلت وجنتاها بحمرة خفيفة. قبضت أصابعها على ثوبها بقوة، وأطرقت رأسها، غير قادرة على مواجهة عينيه للحظة.
لقد مضت سنوات طويلة — سنوات لم يقل لها فيها أحد مثل هذه الكلمات. لم تتذكر حتى آخر مرة سمعتها.
"آزل..." همست، وصوتها يرتجف بخفة.
لكنه اكتفى بالابتسام. ابتسامة مليئة باليقين.
عندها... انكسر شيء في داخلها — ليس ألماً، بل راحة صامتة.
"...حسناً،" همست في النهاية، بصوت هش كزجاج.
أومأ آزل، ولوّح لها بيده، آخر ابتسامة منه قبل أن يستدير ويصعد على ظهر الغريفن.
ألقى ستيفن نظرة على الإمبراطورة وانحنى احتراماً، بينما جلس بجانب آزل. ارتسمت على وجهه لمحة فضولية لرؤية تعابيرها، لكنه لم يقل شيئاً.
ضغط بقدمه، فرفرف الغريفن بجناحيه بقوة، وارتفع نحو السماء.
ابتعد القصر أسفلهم، وأبراج الرخام البيضاء تتضاءل شيئاً فشيئاً.
لكن آزل لم يُبعد نظره. ظل يحدق إلى حيث تقف إدنا، صورتها تتضاءل تدريجياً وهي ترفع يدها ملوّحة له، وابتسامة مليئة بالمرارة والحنين ترتسم على شفتيها. ولم تتوقف عن التلويح حتى اختفى الغريفن بين الغيوم.
...
الرياح صفرت من حولهم وهم يشقون السماء. استرخى آزل قليلاً للخلف، متأملاً زرقة السماء اللامتناهية. شعر بضيق غريب في صدره.
بجانبه، ابتسم ستيفن ابتسامة ماكرة. "هاه. يبدو أنك قضيت وقتاً جيداً هناك، أليس كذلك؟"
ضحك آزل بخفة: "نعم... أعتقد ذلك."
رمقه ستيفن للحظة قبل أن ينفجر ضاحكاً بصوت عالٍ. "لكن لا تتعلق كثيراً بحياة القصور يا فتى. في السنوات القادمة، لن يكون معك سوى أنا، والغابة، وأسلوب التنين المقدس حتى تتقنه تماماً."
ارتسمت على ملامح آزل ابتسامة مليئة بالعزيمة. "أتطلع لذلك."
ضحك ستيفن وربت على ظهره بقوة: "هذا ما أحب أن أسمعه!"
ومع ابتعادهم عن العاصمة، ألقى آزل نظرة أخيرة إلى الوراء. أبراج القصر الإمبراطوري كانت بعيدة الآن، بالكاد تُرى من بين الضباب الصباحي.
لكن أفكاره بقيت معلّقة عند إدنا... تلك الابتسامة العابرة... وذلك الهمس المليء بالأمل الذي ردّت به عليه.
"المرة القادمة..." تمتم بخفوت. "سأفي بوعدي."
ومع ذلك، واصل الغريفن حملهما بعيداً، نحو بلدة دايمور، نحو الغابة... ونحو سنوات من التدريب القاسي التي تنتظره.