Extra's Rebirth: I Will Create A Good Ending For The Heroines - الفصل 25

Previous
صفحة العمل
Next

الفصل 25: المبارزة مع ميرا

تنفّس آزل ببطء، وهو يمدّ كتفيه ليعدل وقفته.

كان جسده غارقًا بالعرق، وملابسه الرياضية تلتصق به بشكل مزعج، لكنّه شعر بوضوح أنّ الفرق موجود.

انحنى قليلًا ثم قفز إلى الأعلى.

كانت حركاته بطيئة، نعم، لكنها أكثر سلاسة بكثير مما كانت عليه حين فعّل سوار الجاذبية لأول مرة.

بعد ثلاث ساعات مرهقة من تمارين الضغط والقرفصاء والجري تحت ضعف الجاذبية، أصبح قادرًا على التحرك بسرعة أقل قليلًا فقط من سرعته المعتادة.

"هذا تقدّم..." تمتم وهو يمسح خصلات شعره الرطبة عن جبينه.

انعكاسه في جدار القاعة المصقول أظهر شخصًا مُتعبًا لكنه مُصمّم، جسده النحيل يلمع بوهج الجهد.

إذا وصل إلى عشر أضعاف الجاذبية، فلن يصبح أسرع وأقوى فحسب، بل سيكون جسده بأكمله مهيّأ للعمل في بيئات لا يستطيع معظم الناس الصمود فيها.

«حينها، حتى سحرة الجاذبية لن يكونوا خطرًا علي...»

كانوا خصومًا مزعجين للغاية في هذا العالم، إذ يفرطون دومًا في استخدام حقول الجاذبية في المعارك، لكن هذه أفضل وسيلة للتدرّب.

قاطع صوت فتح الباب أفكاره.

"آزل."

تجمّد في مكانه.

لقد كان ذلك الصوت مألوفًا.

استدار ليرى القائدة ميرا عند المدخل، وعلى الفور شعر بحرارة تشتعل في أذنيه.

لم تكن ترتدي درعها الخفيف المعتاد هذه المرة، بدا أنها نزعته.

كانت ترتدي بدلة تدريب بسيطة: قميصًا أسود ضيقًا بلا أكمام مدسوسًا في بنطال رياضي ملتصق بجسدها.

الزيّ كشف عن ذراعيها وكتفيها المشدودين، كما أبرز جسدها المتناسق رغم قوّته الواضحة.

حتى منحنيات صدرها بدت واضحة تمامًا بهذا اللباس.

أدار آزل وجهه بسرعة، يقمع ردّ فعل غريزيًا لا يليق بعقل رجل بالغ يسكن جسد فتى.

«تركيز... سيوف... تدريب... لا تكن غريبًا.»

التقطت ميرا تردّده، فابتسمت باستهزاء. "ما الأمر؟ أهذه أول مرة ترى فيها ملابس تدريب عادية؟"

تنحنح محاولًا التماسك. "لم أتوقّع فقط أن أرى القائدة... من دون درع."

ابتسامتها اتّسعت، وعيناها البنفسجيتان تلألأتا بلمعة ساخرة.

"سأعتبر ذلك مجاملة." قالت وهي تخطو للداخل، حضورها مهيب رغم بساطة ملابسها.

ثم ثبتت بصرها عليه، بحدة معتادة.

"هل اكتشفت طريقة لاستخدام السوار؟"

كانت تشكّ بالأمر، فحتى الإمبراطور الثالث ونسله لم ينجحوا في كشف أسراره، فكيف لطفل أن يفعل؟

أبرز آزل معصمه حيث السوار، وقال: "نعم. قمتُ بصبّ الهالة فيه حتى تغيّر لون الأحجار."

أمالت ميرا رأسها بدهشة طفيفة. "تغيّر؟"

كان السوار يتلألأ بخفوت وهو يحرّكه تحت الضوء.

الأحجار الشفافة المدمجة فيه تحوّلت الآن إلى سواد عميق يمتصّ النور المحيط.

قال وهو يشير إلى المكان حوله: "والآن... أستطيع زيادة أو تقليل الجاذبية في محيطي المباشر."

توسّعت عيناها قليلًا، ثم دقّقت في وقفته، حيث لاحظت ثِقلاً خفيًا في الهواء، ضغطًا يهبط على المكان.

حتى حذاؤها بدا أثقل وهي تقترب منه.

تمتمت بشفتين مرتعشتين قليلًا: "إذن الأمر حقيقي... لم يكن الأثر عديم الفائدة أبدًا."

حافظت على مظهر متماسك من الخارج، لكن بداخلها كانت مبهورة حقًا.

هزّ آزل كتفيه بخفة، فيما أخفى ابتسامة داخله.

«الأفضل أن يظنّوا أنني فقط ’اكتشفت الأمر’. سيكون أقل إثارة للشكوك.»

قالت ميرا أخيرًا، عاقدة ذراعيها: "هل ما زال عرضك قائمًا؟"

رفع حاجبه. "أي عرض؟"

"المبارزة." أجابت بابتسامة متحدّية. "أريد أن أرى إن كنتَ فعلًا قادرًا على مجاراتي."

ابتسم بدوره. "كنتُ آمل أن تقولي هذا."

سارا معًا عبر الممرات حتى وصلا إلى قاعة الأسلحة، المقابلة لقاعة التدريب البدني.

كانت القاعة ضخمة — أشبه بساحة داخلية، أرضيتها رخامية لامعة وسقفها مرتفع، وعلى جوانبها صفوف من الرماح والسيوف والأسلحة التدريبية.

أشعة الشمس انهمرت من نوافذ مسحورة، تغمر المكان بضوء نقي.

تقدّمت ميرا بخطوات واثقة نحو الحائط، وسحبت سيف تدريب لتختبر توازنه.

اقتدى بها آزل، ويده تمرّ على المقابض اللامعة حتى اختار سيفًا فولاذيًا بسيطًا.

وقفا متقابلين، تفصل بينهما عشرة أمتار.

"جاهز؟" سألت وهي تدور بسيفها بخفة بارعة.

"دائمًا." أجاب وهو ينحني في وضع قتالي.

كان سوار الجاذبية ما يزال مفعلًا، والضغط يثقل جسده بلا رحمة.

قرّر أن يُبقيه كذلك.

إن استطاع مجاراتها تحت هذا العبء، فهذا يعني أن تقدّمه حقيقي.

ابتسمت ميرا ابتسامة واسعة. "حسنًا. حاول ألا تُحرج نفسك."

بدأت المبارزة بانفجار من الحركة.

اندفعت ميرا، سيفها يشقّ الهواء في قوس أفقي نظيف.

انحرف آزل بجذعه ليتفادى الضربة، ثم ردّ بضربة هابطة سريعة.

طَنين!

تلاقت سيوفهما، تطايرت شرارات صغيرة مع الارتطام.

دفعت ميرا إلى الأمام بقوة مفاجئة، مما أجبره على التراجع خطوة.

"ليست سيئة." سخرت بخفة.

"وأنتِ كذلك." ردّ آزل وهو يعكس اتجاه سيفه بضربة قطرية نحو كتفها.

لكن ميرا كانت أسرع.

سيفها ارتسم في قوس بنفسجي — الشكل الأول من أسلوبها "أفعى العنف".

هالتها اندفعت، تلتف حول نصلها بخيط أرجواني وهي تدور بجسدها، ترسل ضربتها كأنها لسعة أفعى.

اتّسعت عينا آزل.

«ها هي!»

كان المشهد مألوفًا جدًا له، فقد رآه مرارًا في اللعبة.

تحرّك بغريزة، وسدّد سيفه باللحظة المناسبة لصدّ ضربتها.

الصدمة دوّت في ذراعيه، وركبتاه كادتا تنثنيان تحت ضغط الجاذبية.

لكنه صمد.

"مثير للإعجاب..." اعترفت بابتسامة متسعة. "لقد صدّيتُ هجومي."

لم يردّ آزل، بل دفعها قليلًا وأفلت سيفه من التشابك.

أنفاسه باتت أثقل، لكن الأدرينالين اشتعل في عروقه.

اندفع للأمام، يوجه سلسلة من الضربات السريعة.

صدّتها ميرا بخفة، حركاتها انسيابية ودقيقة.

كانت تتلاعب به كالأفعى — ضرباتها مفاجئة ومتعرجة، تُبقيه على حافة الدفاع.

كل ارتطام سيوفٍ كان يرنّ عاليًا في القاعة.

ذراعاه كانتا توجعانه، قبضته مشدودة على المقبض.

لكنه شعر بالإثارة، فهذه أول مرة يُبارز شخصًا بجدية.

الجاذبية أبطأت هجماته بما يكفي لتكشف لها ثغراته قبل أن يوجّهها.

قالت وهي تهاجمه: "أسلوبك جيّد،" قبل أن تبعد سيفه بضربة قوية وتدور إلى الأسفل، "لكن هجماتك تحتاج لمزيد من السرعة."

زمجر: "أعلم!" وهو يهبط لتفادي ضربتها التالية.

قلبه يخفق بعنف، ورئتاه تحترقان.

اندفع بخطوة خادعة لليسار ثم أدار جسده ليضربها من اليمين.

لمعت عيناها بمتعة. "محاولة ذكية—"

غيرت اتجاه سيفها بخبرة، صدّت ضربته وأحكمت قفل السيفين.

للحظة وجيزة، انضغطت قوتاهما معًا، والصلب يئنّ بالاحتكاك.

عضلات آزل تصرخ تحت وطأة الجاذبية المضاعفة، وهو يحاول الصمود.

لكن ميرا كانت أقوى.

بحركة سلسة، دفعت سيفه جانبًا وتقدمت بخطوة، لتضع حافة سيفها الباردة على عنقه.

قالت بهدوء: "استسلم."

أطلق آزل زفرة، وأنزل سيفه بابتسامة صغيرة رغم هزيمته. "أستسلم."

ابتسمت ميرا وسحبت سيفها لترتكز به على كتفها. "لا بأس، لقد صمدت أطول مما توقعت."

انهار آزل جالسًا على الأرض وهو يلهث بشدة. ميرا قوية حقًا، بينما لم تبدُ عليها أي علامات تعب.

لكن في داخلها... كانت البنفسجية الشعر تلتقط أنفاسها أيضًا.

فقد كانت تلك إحدى أفضل المبارزات التي خاضتها منذ زمن طويل.

ومع أنها استخدمت الشكل الأول فقط، فيما كان خصمها مثقلاً بالجاذبية، إلا أن إحساسًا ما بداخلها أخبرها أنه لو لم يكن مقيدًا... لدامت المبارزة أطول بكثير.

Previous
صفحة العمل
Next