Extra's Death: I Am the Son of Hades - الفصل 17
الفصل 17: لقاء مُلقية اللعنة
جلست الملكة على كرسي مغمضة العينين وقد غطت العروق الأرجوانية معظم جسدها فبدت وكأنها نائمة
"هل أتت إلى هنا لتموت هكذا؟"
"إلى أي مدى ستذهب لتحافظ على كرامتها بصفتها الطاغية؟"
"بسبب أفعالٍ كهذه صنعتِ لنفسكِ أعداءً في كل مكان!"
لا بد أنها كانت تتألم أشد الألم ورغم ذلك ظلّت ملامحها جامدة كالحجر أثار هذا الأمر غضب بول
"إن كان الوضع سيستمر هكذا فأفضل أن أقتلكِ بيديّ هاتين"
حمد الحاكم أن كلارا لم تكن هنا فقد كانت ستوقفه حتمًا بل إن كلارا لم تلقِ اللعنة إلا بإقناعٍ من بول نفسه
دفع بول جثة نيو جانبًا واستل سيفه ثم اقترب من الملكة ارتجفت ذراعاه وتقطّعت أنفاسه وساوره القلق من أن تستيقظ الملكة في أي لحظة
وفيما كان تركيزه منصبًا بالكامل على الملكة تحركت جثة نيو
التأم جرح عنقه بسرعة وفتح عينيه
ما إن استيقظ أدرك أن 40% من طاقته الحاكمة قد استُخدمت لشفاء جسده قبل إحياء روحه
"يا لها من مهارة مقيتة"
استدار بول برأسه بحدة نحو مصدر الصوت
وقبل أن يتمكن من رؤيته استخدم نيو لمسة نخرية وقبض على وجهه
تقاطر حبر أسود من يد نيو بعد أن طبّق ثلاثة تراكمات
"أأنت حيّ؟!"
قفز بول إلى الوراء مذهولًا وقد غطى الحبر الأسود وجهه كان يتذكر بوضوح ملمس جثة نيو الباردة
"كـ-كيف هذا؟ هل أنت مجرد وهم صنعته الملكة؟"
لم يُجب نيو
حدّق فيه بعينين باردتين
في الحقيقة كان نيو نفسه في حالة ذهول
استهلك تطبيق ثلاثة تراكمات من لمسة نخرية ثلاثين بالمئة أخرى من طاقته الحاكمة ولم يتبقَ له سوى ثلاثين بالمئة من إجمالي مخزونه
كان يعاني من فقر دم حاد بعد أن أحرق الكثير من دمه الحاكم
نظر إلى الغرفة شارد الذهن كانت الملكة نائمة على الكرسي وهو يقف قرب الجدار والظلام قد خيّم على الخارج
العدو الوحيد داخل الغرفة كان بول
"أيها الوغد! لمَ لا تجيب؟!"
انقضّ بول على نيو
وما إن كاد سيفه يلامسه حتى فعّل نيو التعويذة
تغلغل الحبر الداكن على وجه بول في جلده وبدأ يلتهم سنوات عمره
"آآآآه!!! ما هذا؟! إنه مؤلم! مؤلم! مؤلم جدًا!"
على عكس الغولواك لم يتحطم جسد بول وبدا أنه يعاني من ألم هائل
هل كان ذلك لأنه روح حية؟
راقبه نيو بهدوء
لم يكن يستمتع بتعذيب الناس ولكن لا داعي لإظهار الشفقة تجاه من حاول قتله
"والآن كيف لي أن أستدعي أختك؟ إن لم تخُني الذاكرة فكلاكما يمتلك قطعة أثرية تنبهه إن كانت حياة الآخر في خطر"
وما إن أنهى نيو كلماته حتى تفاعلت ألفة الموت لديه
شعر بخطر هائل يدهمه لكنه لم يتفادَ
انهار الجدار بجانبه حين اخترقته يد وقبضت على عنقه
"ماذا فعلت به؟" سألت كلارا بغضب عارم
عبرت الجدار وكأنه من ورق ثم قالت بصوت جليدي "أجبني"
تجسدت كرات من المعدن السائل في الغرفة وسرعان ما تحولت إلى أسلحة مصوبة نحو نيو
أمسك نيو بذراعها غير آبهٍ بالتهديد وطبّق تراكمين من لمسة نخرية
…!!!
أحسّت كلارا أن هناك خطبًا ما فألقته بعيدًا على عجل
ارتطم بالجدار المحطم وعبره
"هذا…؟"
لمحت كلارا العلامات السوداء على يدها
تصلّبت ملامحها وهي تتذكر "قدرة اللعنة" التي يمتلكها نيو
كان بإمكانها أن تشعر بعمرها وهو يُستنزف ببطء شديد لم يكن الأمر خطيرًا عليها لكنه قادر على قتل بول وهو نصفُ حاكمٍ مستيقظ في غضون أسبوع ناهيك عن أن اللعنة الملقاة عليه كانت أقوى
لم ينهض نيو بل ظل مستلقيًا على أنقاض الجدار يحدق في السقف شارد الذهن
"إنها علامة الموت" شرح بهدوء "بمجرد أن تظهر على جسدك فمصيرك الموت لا جدال في ذلك"
صرّت كلارا على أسنانها
ملأت صرخة أخيها التي تقشعر لها الأبدان قلبها باليأس والغضب
في محاولة يائسة لإيقافه غرست سيفًا في ساقه ولوته
"ارفع اللعنة عن أخي أو…"
تجمدت الكلمات في حلقها
ظنت أنه سيصرخ أو يبكي ألمًا تمامًا كأخيها لكنه اكتفى بالتحديق فيها بنظرة هادئة لا تتزعزع
"لقد أخبرتكِ" قال بصوتٍ وئيد "أنا خالد"
"…!؟"
"التهديد بالموت أو التعذيب لا يجدي نفعًا معي"
في خضم ذعرها نسيت كلارا أنه كان من المفترض أن يكون نيو ميتًا
تقلّبت تعابير وجهها مرارًا وهي تدرك حقيقة أنه خالد بالفعل
وفيما كانت كلارا متجمدة في مكانها نهض نيو واقترب من الطاولة وهو يعرج
جلس بثقل ثم بدأ يجهز أكواب الشاي
"أين أوراق الشاي؟"
فتح إبريق الشاي
"كلارا هل يمكنكِ أن تحضري لي بعض أوراق الشاي؟ من المفترض أن تكون في الخزانة"
"ماذا؟"
"أوراق الشاي في الخزانة"
"....لمَ أنت بهذه الطمأنينة في وضع كهذا؟" قطّبت حاجبيها باستياء
"…؟ وما المشكلة في تناول بعض المرطبات؟ أنا عطشان وجائع"
الملكة على شفا الموت وأخوها يصرخ ألمًا وعشرات الأسلحة مصوبة نحوه وساقه تنزف وهو يريد مرطبات في هذا الوضع؟!
"وغدٌ مجنون"
"أحضري لي أوراق الشاي وحسب فأنتِ لا تستطيعين قتلي على أي حال"
كانت كلارا تدرك ذلك فوحده مُلقي اللعنة من يستطيع رفعها وإن أرادت إنقاذ بول فعليها أن تستمع إليه
بالطبع كانت تلك مجرد كذبة حاكها نيو فلمسة نخرية كونها تعويذة سحرية ستتلاشى بمجرد موته ولن تبقى كلعنة دائمة
أخذ نيو أوراق الشاي التي أحضرتها كلارا وبدأ في إعداد الشاي
"اجلسي" قال
ساد الصمت بينهما بعد أن امتثلت لأمره
كانت كلارا تفكر بغضبٍ محموم في طريقة لإنقاذ أخيها بينما كان نيو يقيّم الموقف ويقيّم كلارا نفسها
فعندما هاجمته ورغم غضبها استخدمت هجومًا غير مميت إذ لم تجرؤ على قتله قبل أن تتأكد من سلامة أخيها
ولكن لسوء حظها جاءت أفعالها هذه بنتائج عكسية
"ماذا تريد؟"
سألت بينما كان نيو يرتشف الشاي بهدوء
"وتوقّف… أرجوك أخي يتألم"